الرَّشَاش واللقلقة
الرَّشَاش واللقلقة
يصادف القاريء العربي الذي يقرأ باللغة
الإنجليزية، في كثير من الأحيان، كلمات يعرف معناها حق المعرفة، ولكنه يجهل
المقابل العربي لتلك الكلمات؛ وعندما يتوجب عليه ترجمة نص، يحتوي على بعض تلك
الكلمات، فإنه يقع في محنة. وهذا هو الحال مع كلمتي splash وslosh، فقد كان بالإمكان تصور المعنى،
ولكن المشكلة في المقابل العربي لهما.
نجد، في اللغة
الإنجليزية، معاني هاتين الكلمتين متقاربة، فكلاهما تصف حركة للماء أو أي سائل
آخر. مثلاً لو كان لديك وعاء، سطل على سبيل المثال، ويحتوي على كمية من الماء، فإن
الماء سيرتج في الوعاء عندما تنقله من مكان لآخر، ولكن من غير أن يسقط منه شيء،
وهذا يقال عنه بالإنجليزية "slosh"، أما إذا كنت تتحرك بسرعة،
بحيث أن بعض الماء سيتساقط من الوعاء على الأرض، عندها يقال عنه بالإنجليزية
"splash".
وهكذا فإن المطلوب هو كلمات
عربية، وليست عامية، بشرط ألا يساء فهمها. البحث في القواميس لم يسعفني بشيء. كان
أفضل ما وصلت إليه هو "البقبقة والطرطشة"، ولكنني لم أكن راضياً، فلجأت
إلى أهل الإختصاص في اللغة؛ وبعد نقاش، تم الإتفاق على أن تكون الترجمة لهما هي
"اللقلقة" مقابل "slosh"، و"الرَشَاش"، من غير تشديد لحرف الشين،
كمقابل لكلمة "splash".
تحدث اللقلقة slosh
عندما يرتج وعاء يحتوي على سائل، كما لو كنت تقود سيارة على طريق وعر، عندها سيرتج
الإلكتروليت في داخل المحلل الكهربائي، وربما تتقافز أجزاء منه باتجاه
أنبوب خروج الغاز. أما الرشاش splash فيحدث نتيجة فوران الغاز وانفجار الفقاعات فوق سطح
السائل.
عند توليد الغاز يتكون في البداية بشكل فقاعات
صغيرة، سرعان ما تكبر، وتطفو إلى السطح لتنفجر هناك. وسواء انفجرت فوراً، أو كونت
رغوة بسيطة، فإنها في النهاية ستنفجر، مما يؤدي إلى تطاير بعض الرذاذ الدقيق من
مادة الإلكتروليت. إن الكمية الأكبر من الرذاذ ستعود إلى الإلكتروليت بسرعة، غير
أن بعض قطيرات الرذاذ، وخاصة عندما يكون الإنتاج وافراً، ستنجرف مع الغاز باتجاه
أنبوب خروج الغاز.
وهنا تبرز مسألة كيفية التعامل مع اللقلقة والرشاش
الناجم عن انفجار فقاعات الغاز على سطح الإلكتروليت. إنك ترغب في شيء يمنع أي رشاش
أو لقلقة ناجمة عن حركة السيارة عند سيرها على طريق وعر جداً، من دخول أنبوب الغاز
ومن ثم انسحابه خارجاً من المعزز جنباً إلى جنب مع غاز HHO.
يتكون الحل بالنسبة لهذا الموضوع من نقطتين: النقطة
الأولى أن يوضع مأخذ الغاز من المعزز في مركز الغطاء العلوي، فإذا حدث أن
المعزز انحرف عن الوضع الأفقي بسبب حركة السيارة على سطوح مائلة، عندها سيبقى
مستوى السائل في داخل المعزز بلا تغير بالنسبة لأنبوب الغاز.
أما النقطة الثانية فهي التعامل مع السائل
الذي يصل إلى مأخذ الغاز. لقد استخدمت أساليب مختلفة، وإنها مسألة اختيار شخصي
جداً عند اتخاذ قرار حول كيفية التعامل مع هذه القضية. كانت إحدى الطرق هي استخدام
قطعة من مادة مناسبة عبر نهاية الأنبوب. يجب أن تكون المادة بحيث تسمح للغاز
بالمرور بحرية خلال الأنبوب فيما تمنع أي سائل من المرور خلاله. تعتبر علب أجهزة
تنقية الغاز مادة ممكنة حيث أنها تحتوي على شبكة متشابكة من الخيوط المسطحة
الصغيرة. هنا يمكن للغاز أن يتدفق من خلال الخيوط العديدة ومن حولها، أما قطرات
الإلكتروليت التي تمضي بخطوط مستقيمة فستضرب الخيوط ومن ثم تعود بشكل نقط راجعة
إلى المعزز مرة ثانية.
هناك جهاز محتمل آخر وهو وضع عائق أو أكثر، وهي
ستمسك السائل في حين أنها تسمح للغاز بالمرور بحرية من خلالها.
أو
إذا لم تكن النية متجهة إلى ربط الجهاز على سيارة، فيمكن عندها التساهل
في هذه المسألة، وخاصة عندما يكون الإنتاج بسيطاً. أما في حالة الإنتاج الوفير، أو
عند الربط على سيارة، فإن المسألة ستكون مبررة جداً.
ربما يبدو هذا للبعض إسرافاً أو تعقيداً، حيث يرون أن اللقلقة والرشاش
أشياء تافهة؛ ولكنك بعد كل ما أنفقته من مال وجهد ودقة في تحضير الإلكتروليت، يصبح
من غير المقبول إهدار أية كمية منه مهما كانت بسيطة، خاصة إذا علمت أن كل قطرة من
الإلكتروليت تعطي من الغاز بقدر حجمها 1,750 مرة. هذه نقطة، غير أن النقطة الأهم
هي أنه يجب أن يكون مفهوماً أن مادة الإلكتروليت مؤذية جداً عند دخولها إلى
المحرك، ونحن بالطبع لا نرغب في السماح لهذه المادة بالدخول إلى هناك. إننا نريد
أن نحصل على فوائد، لا على أضرار.
وإلى لقاء قريب.
ملاحظة: أغلب المعلومات الواردة
في هذا المقال مقتبسة من موقع Free Energy Info
بتصرف، ويمكن لمن يجيد اللغة الإنجليزية العودة إليه لمزيد من المعلومات.
Comments
Post a Comment