الطاقة المجانية
الطاقة المجانية
الطاقة المجانية مصطلح
يتردد على الألسن، محمل بالغموض، مقترن بفهم غامض لدى أغلبية الناس، ولذلك فهو
يستقطب مشاعر تعاطف من البعض ومشاعر نفور من البعض الآخر بخلاف ما يحدث مع أنواع
الطاقات الأخرى. فالناس عندما تسمع مثلاً إسم الطاقة الكهربائية أو النووية أو
الشمسية تتعامل مع الموضوع بدون عاطفة تذكر، أما عندما يسمعون إسم الطاقة
المجانية فالموقف مختلف، وهذا ناتج عن
سوء فهم شائع لدى كل الأطراف.
غير
أن الجدير بالملاحظة أن شعبية الطاقة المجانية تتزايد باستمرار مع مرور
الوقت، وأعتقد أن هذا عائد إلى الضغوط الإقتصادية التي يمر بها العالم بصورة عامة
وبلدنا بصورة خاصة. هذا سبب، ومن الأسباب الأخرى خيبة الأمل تجاه أنواع الطاقات
الأخرى، فلا الشبكة الحكومية تروي الغليل، ولا المولدات الأهلية تنصف الناس إلا ما
رحم ربي، ولا حتى مولدات البنزين الصغيرة ومولدات الطاقة الشمسية ومولدات طاقة
الرياح تقدم حلاً مريحاً للناس، فهي إما كثيرة الأعطال، أو ذات شروط يصعب توفيرها
بانتظام، كما أنها مكلفة مادياً في كل الأحوال.
هذه
الحالة مشابهة لحالة تزايد إقبال الناس على الطب الشعبي والطب البديل والطب
الروحاني، إنه تعبير واضح عن خيبة الأمل بالطب التقليدي إضافة إلى أثر الكلفة
المادية المتزايدة في التشخيص والعلاج. هل هذا مؤشر على فشل الحضارة الحالية في حل
مشاكل الناس؟ ربما.
هذه
المدونة تهدف أساساً إلى توفير نوع من الوعي العلمي بموضوع الطاقة المجانية.
وذلك من خلال توضيح بعض القضايا النظرية، بالإضافة إلى شرح تفصيلي للكيفية التي
تعمل بها أجهزة الطاقة المجانية.
وبرغم
أن إسمها طاقة مجانية فهي ليست مجانية حقاً، إنها مكلفة، فهي تكلف مواداً
معينة، فليست أية مادة تنفع في هذه المسألة. عندما يكون المطلوب مغناطيس نيوديميوم
فلا بد أن يكون المغناطيس من هذا النوع، ولا يمكن التعويض عنه حتى ولا بمائة
مغناطيس فيرايت. وعندما يكون الستينلس ستيل مكوناً من مكونات الجهاز، لا يجوز
استبداله بمكون من معدن آخر حتى لو كان الذهب.
كما
أن الطاقة المجانية تتطلب عملاً إحترافياً وتصنيعياً بنسبة كبيرة. أحياناً
يكون مستوى الدقة في العمل غير متوفر إلا بشق الأنفس. كما أنها تتطلب مالاً، وذلك
لأننا غالباً سنعمل بدون سابق خبرة في الموضوع، مما يتسبب في الكثير من المحاولات
الفاشلة، وهذه مسألة متوقعة، ويجب ألا تثبط الهمم الطموحة. عدا هذا تتطلب الطاقة
المجانية الكثير والكثير جداً من الصبر، يجب أن يكون لديك منه معين لا ينضب.
هذه
المدونة تهدف إلى توعية الناس حول الموضوع، وتوصيل المسألة بأبسط ما يمكن من
الشرح، وعليه فهي لا تهدف إلى تشجيع أي كان على صنع هذه الأجهزة، فهي في كثير من الأحيان
تكون غاية في الخطورة، وإذا كنت سأخصص مساحات كبيرة لوسائل الأمان، فهذا لا يعني
أن مجرد القراءة سيجعل منك صانع أجهزة طاقة محترف. يجب أن تكون واعياً أنك عندما
تعمل في هذا المجال فإنك ستتحمل المسؤولية وحدك. إنها ليست لعبة، ولا
تسلية.
وأخيراً
تهدف هذه المدونة إلى التقليل من البذاءة والفظاظة والسباب الذي ألحظه كثيراً في
تعليقات بعض الناس على بعض أفلام اليوتيوب. هذا لا يليق في مجال القضايا العلمية،
كما أنه تعبير عن تخلف حضاري وانحطاط أخلاقي يسيء إلى صورتنا أمام الأمم الأخرى.
وإلى لقاء قريب.
Comments
Post a Comment