ما هو المعزز


ما هو المعزز؟

قبل الحديث عن المعزز، أجد أنه من الواجب التقديم للموضوع، بحديث عن الأسباب التي جعلت الناس يهتمون بالمعزز، إلى حد أن هناك العديد من الأنواع، وأساليب البناء، وأساليب التشغيل، مما ابتكره الناس، كل حسب مقدرته واجتهاده. لقد سبق أن ذكرنا بعض هذه الأسباب في مقالة سابقة، الهيدروكسي، ولكن ارتباط المعزز بالسيارة يحتم علينا العودة إلى الموضوع من جديد.
يتصور معظم الناس الذين يركبون السيارات، أنهم يحصلون من السيارة على حركة وسير بقدر البنزين الذي يعبأ فيها. صحيح أنهم يعلمون جيداً أن بعض السيارات تبدو مسرفة في استهلاك البنزين، وأن سيارات أخرى تبدو إقتصادية، إلا أن الفكرة العامة هي أن البنزين يتحول بمجمله إلى طاقة محركة للسيارة.
هذا خطأ. معظم السيارات، إن لم تكن كلها، هي ذات كفاءة منخفضة، بحيث أن ما يتحول من البنزين إلى طاقة حركية لا يتجاوز 50% في أفضل الأحوال. أي أن نصف البنزين على الأقل يذهب هباءاً من غير القيام بأي عمل مفيد. قد تبدو هذه حقيقة غريبة، ولكنها حقيقية. يمكن لأي دارس في الكليات الهندسية أن يقوم بعملية حسابية لمعرفة كمية الطاقة الناتجة من حرق البنزين بدقة، ثم مقارنتها بكمية الطاقة الخارجة ليتأكد من حقيقة الأمر. بالطبع هناك بعض الصعوبة في الحساب، بسبب أن الوقود الذي نقوم بتعبئته في السيارة ليس بنزيناً خالصاً، فهو مجموعة من المركبات الهيدروكاربونية، إلا أن معرفة هذه المركبات ونسبها ليس بالأمر المستحيل.
أين يذهب البنزين المفقود؟
هناك نسبة من طاقة الإحتراق تذهب بشكل حرارة ضائعة مع غازات العادم. وهناك كمية من الطاقة تضيع بشكل حرارة تذهب في سخونة المحرك، ونحن نتخلص منها بواسطة الرادياتور. هناك بعض الطاقة تذهب في احتكاك أجزاء المحرك وأجزاء السيارة مع بعضها البعض. كل هذه الطاقات الضائعة معروفة، وتعمل شركات السيارات بجد من أجل التقليل منها. غير أن هذه النسبة من الضائعات لا تمثل إلا جزءاً يسيراً من البنزين المفقود.
إن معظم البنزين يذهب ضائعاً نتيجة قلة كفاءة التحويل أصلاً، وهذه المشكلة ناجمة عن سوء احتراق البنزين في داخل المحرك، مما يؤدي إلى خروج كميات من البنزين نصف محترقة مع غازات العادم، وكلنا نشم تلك الرائحة المميزة لغازات العادم، والمعبرة عن كميات البنزين المهدورة، من غير أن نلقي بالاً للمسألة، وكأن هذا أمر طبيعي. لهذا السبب، نجد أن هناك الكثير من المحاولات لتغيير هذا الوضع. وقد أدت بعض المحاولات الناجحة في تغيير طريقة ضخ البنزين إلى المحرك، إلى مضاعفة المسافة المقطوعة بالنسبة إلى لتر البنزين. وباتجاه زيادة المسافة المقطوعة بالكيلومتر لكل لتر، جاءت محاولات إستعمال المعزز.
ولأجل أن نفهم ماذا يعني المعزز فحسب، فإن المعزز هو حاوية بسيطة تمسك مجموعة من الألواح مغمورة في الماء الذي من المحتمل أن يحتوي على إضافات تجعل توصيل الماء للتيار الكهربائي أفضل، وأنبوب من أعلى الحاوية يسحب الغاز المتجمع ويغذيه إلى مرشح الهواء للمحرك، عبر واحدة أو اثنتان من وحدات الأمان البسيطة. إن إضافة هذا الغاز تسبب تحسناً كبيراً في نوعية الوقود المحترق في المحرك وتخفض الإنبعاثات المؤذية إلى قريب من الصفر.
ومن عواقب هذا، أن من الممكن تخفيض كمية الوقود الأحفوري المرسلة إلى المحرك. من الخطأ طبعاً تخفيض كمية الوقود المرسلة إلى المحرك إذا لم تتم إضافة غاز الهيدروكسي "HHO"، لأن المحرك سيصبح عرضة لفرط الحرارة مما قد يحدث تلفاً للصمامات valves. أما عند إضافة غاز HHO فإن القضية ستكون مختلفة بالكامل.
غير أنه يجب أن نتذكر أن كل تصاميم المحركات الحديثة لها وحدة سيطرة إلكترونية ECU تسيطر على كمية الوقود المرسلة إلى المحرك. وتتسلم وحدة ECU إشارات دخل من "مستشعر الأوكسجين" الموضوع في مجرى العادم، وأحياناً يوضع مستشعر ثان بعد المحول الحفاز catalytic converter للتأكد من أن المحول الحفاز لن يفشل. هذه المستشعرات تتدخل في كثير من الأحيان في نتائج استخدامنا لغاز الهيدروكسي، مما يؤدي إلى إلغاء ميزة الإقتصاد في الوقود، التي هي أحد أهدافنا الرئيسية من استعمالنا للغاز.
لسوء الحظ، تؤدي إضافة غاز HHO إلى تحسن العادم بشكل كبير بسبب تحسن حرق الوقود، وهذا يجعل وحدة ECU تعتقد بأن خليط الوقود/هواء ضعيف جداً، وعليه تقوم بضخ المزيد من الوقود في مسعى للتعويض. مثالياً، يمكن التعامل مع هذا بإضافة لوحة إلكترونية تقوم بضبط الإشارة القادمة من مستشعر الأوكسجين وبذلك يكون صحيحاً بالنسبة للإحتراق المحسن للوقود. هناك ملفة باللغة الإنجليزية بمعلومات تفصيلية حول كيفية التعامل مع هذه المشكلة يمكن تنزيلها من هنا.
وعليه، كخلاصة، فإن الجهاز العملي الوحيد الذي يمكن أن تبنيه بنفسك وأن تستخدمه لتحسين أداء السيارة هو "المعزز". إن استعمال المعزز يحسن كفاءة حرق الوقود في داخل المحرك وذلك ينتج مزيداً من الطاقة، وعزماً أفضل، وتشغيلاً أنعم ويحسن بشكل هائل انبعاثات العادم. إذا لم تكن وحدة ECU مضبوطة أو أن إشارة الدخل غير مسيطر عليها، فإن قياس الكيلومتر/لتر قد ينخفض بشكل طفيف في الواقع بسبب الزيادة غير المرغوبة في ضخ الوقود إلى المحرك. إذا تم استخدام دائرة سيطرة لتصحيح خطأ ECU، عندها سينتج كسب حقيقي في عدد الكيلومترات لكل لتر من الوقود.
والآن، ما هو مقدار الكسب في الكيلومتر لكل لتر يمكن توقعه؟ إن أسوأ ما سمعت به كان 8% وكان نادراً جداً. كان أقل كسب في الغالب 20%. وكانت حالات الكسب النموذجية بين قوسي 25% إلى 35%. وليس غريباً بشكل خاص أن يكون من 35% إلى 60%، في حين أنه قد تم تحقيق كسب يصل إلى 100% وأكثر ولكنها كانت نادرة. إذا أردنا أن نكون واقعيين فينبغي أن نتوقع كسباً لا يقل عن 33%.
وإلى لقاء قريب.


Comments

Popular posts from this blog

ملاحظات ختامية حول بناء المعززات

الإلكتروليت

غاز الهيدروجين